تشابه شخصين من الوجهة الوراثية البحتة هو احتمال جزء من الرقم عشرة مسبوقا بأربعين صفرا (٤٠* ١٠ / ١) من هنا نفهم في العمق معنى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار : ٦ ـ ٨) ولقد قضت حكمته تبيانا لقدرته في الخلق أن لا يتشابه أي مخلوق من مخلوقاته مع آخر ومنذ بدء الخليقة وإلى قيام الساعة وهذا ما كشفه علم الوراثة في النصف الأخير من القرن العشرين.
٢ ـ بعض التفاصيل العلمية لمكونات الدم :
أي الشرح العلمي لقوله تعالى : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها).
أ ـ كريّة الدم الحمراء :
قطرها يبلغ سبعة ميكرونات (الميكرون يساوي جزءا من الألف من المليمتر) ، ولها من الخاصية بحيث أنها تتكيف لتصل إلى أوعية شعرية هي أصغر منها قطرا ، حاملة إلى كل خلية من خلايا الجسم الأوكسجين ، كما تخلصه من فضلات الاحتراق أي ثاني أوكسيد الكربون ، في رحلة تقطع فيها في خلال حياتها التي تدوم مائة وعشرين يوما مسافة ١١٥٠ كيلومترا تقريبا وبمعدل دورة دموية يوميا تقريبا ، أما ما تتألف منه كريّة الدم الحمراء فنذكر فقط بأن الخضاب (hemoglobine) الذي يؤلف المادة الكيميائية الرئيسية فيها والمولجة بنقل الأوكسجين واستخراج غاز ثاني أوكسيد الكربون يتألف من أربعمائة وخمسين حامضا أمينيا ، أمضى آلاف العلماء من المختصين بالكيمياء البيولوجية وعلوم الدم الوراثية معظم سني حياتهم في دراسته وما يزالون كل يوم يكتشفون في هذه الكريّة العجيبة وفي خضابها خصائص وأمراضا جديدة.
أ ليست هذه الكريّة الحمراء هي التي أقسم بها المولى ، من بين ما أقسم له بقوله : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) أو بقوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) أي