(Chromosome) وكل صبغية تحمل ما بين ١٠ ـ ١٥ ألف مورثة (gene) وكل مورثة هي مادة كيميائية تتألف من مائة مليار ذرة مختلفة التركيب ، وفي أبسط ذرة من هذه الذرات ذرة الهيدروجين عشرات الجسيمات ، وكل جسيم هو علم قائم بذاته كالإلكترون والبروتون والنيوترون والكوراك وغيرها من جسيمات لم يكتشفها العلم حتى الآن.
والجسم الإنساني يتألف من مائة ألف مليار خلية حية. ففي حساب بسيط : إن قسما فقط من خلايا جسم الإنسان مجتمعة يحتوي من الذرات ما عدده التقريبي طبعا (١٥* ١٠) * ٠٠٠ ، ٥٠٠* (١١* ١٠) أي الرقم خمسة وعشرون مسبوقا بواحد وثلاثين صفرا ، علما أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الإنسان بمعنى التعقيد وبديع الصنعة (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ). فلا نملك أمام هذه المعطيات البسيطة التي اكتشفها العلم وأوجزناها بأبسط التعابير إلا أن نردد بخشوع كلي (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
الحمد لله الذي صدقنا وعده (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) ، ومع هذا نقرأ ونسمع من يجادل في الله (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ).
هذه النفس الدم التي خلقها الله سوية في أحسن تقويم ، ككل شيء خلقه ، ما كان لينتقل بواسطتها ما ينتقل من أمراض وراثية (ثلاثة آلاف مرض وراثي حتى الآن) أو غير وراثية ، وما كان لينتج عنها ما ينتج من أهواء وانفعالات مؤذية وأمراض نفسية ، لو زكاها الإنسان بعد أن عرّفه الله ما يصلح لها وما يفسدها (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) والعلم اليوم يبين أن أكثر الأمراض النفسية والعقلية والتشوهات الخلقية والعضوية هي نتيجة لما قدمت يد الإنسان من آثام وأخطاء وكلها تترك آثارها السلبية في نفسه (أي دمه)