وتنتقل إلى ذريته القريبة والبعيدة : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين : ٤ ـ ٦).
كلمة أخيرة :
أقسم المولى بأحد عشر قسما في سورة الشمس (وَالشَّمْسِ وَضُحاها. وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها. وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها. وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها. وَالسَّماءِ وَما بَناها. وَالْأَرْضِ وَما طَحاها. وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها. فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ...) (الشمس : ١ ـ ١٠) على أن الإنسان مخير بين التقوى والفجور في معتقده ، مع ذلك فهناك من لا يزال يناقش في موضوع الاختيارية والجبرية في الإسلام مع أنه محسوم منذ التنزيل بحرية الاختيار بين الفجور والتقوى من قبل العبد بما خص المعتقد ؛ وتحضرنا هنا كلمة جميلة للحسن بن علي رضي الله عنهما في هذا الموضوع إذ يقول : «من حمل ذنبه على ربه فقد فجر. إن الله تعالى لا يطاع استكراها ولا يعصى بغلبة فإن عمل الناس بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما عملوا وإن عملوا بالمعصية فليس هو الذي أجبرهم ، ولو أجبرهم على الطاعة لأسقط الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب ، ولو أهملهم لكان عجزا في القدرة ، فإن عملوا بالطاعة فله المنة عليهم وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم».
٥ ـ المستقر والمستودع
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ، قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) (الأنعام : ٩٨).
الدم يمد أنسجة الجسم بالكريات الحمر والبيض ، فهو إذن مستودع بالنسبة لهذه الأنسجة ، والدم هو أيضا مستقر لكثير من المواد الكيميائية التي