تظل نسبتها مستقرة فيه كالسكر والبروتينات والبولة الدموية والأملاح البولية وغيرها ، فنسبة السكر في الدم هي مستقرة أيضا بمعدل غرام واحد في كل ليتر دم ، وكلما زادت هذه النسبة أو نقصت بحكم عمل الجسم واستهلاكه للسكر ، تدخّل الكبد والعضلات لإمداد الدم بكمية السكر الناقصة لتبقى نسبته مستقرة في الدم ، وبالعكس فإن زادت كمية السكر في الدم بحكم تناول الكثير من السكاكر وعدم حرقه ، تتدخل الهرمونات الموكلة بذلك ، فتودع النسبة الزائدة في الكبد والعضلات.
والدم هو المستودع الذي يمد كل خلايا الجسم وأعضائه بما يلزمه من مواد غذائية ومنشطات وهرمونات ومواد كيمائية ، لذلك فإن هذه الآية الكريمة لا يمكن أن نتبين شيئا من أبعادها العلمية إلا إذا عرّفنا النفس بأنها الدم ، وأن الجسد وعاؤها ومسرح انفعالاتها ، وقد يسر المولى تفصيل بعض معانيها للذين يفقهون ، أي للعلماء. والواجب يقضي علينا بأن نحاول أن نختصر ما أمكننا فهمه ونبسطه بصورة قريبة من أذهان القارئ العادي.
١ ـ أنشأ الخالق العظيم كل النفوس الإنسانية ، من نفس سيدنا آدم ، فجعل فيها المستقر والمستودع وجاءت علوم الخلايا والأنسجة والكيمياء العضوية ووظيفة الأعضاء لتبين اليوم أن في النفس الإنسانية وقد عرّفناها بالدم ، يوجد مستقر ومستودع لآلاف المواد الكيميائية ، كما أن علم دراسة الخلايا يبين أن في كل خلية حية موادّ مستقرة ، وأخرى مستودعة بشكل احتياط وظيفتها تأمين الاستقرار والنّسب شبه الثابتة للمواد الأولى كلما تغيرت هذه وفق متطلبات عمل الخلية ، (والدم الذي عرّفناه بالنفس من مركباته كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح).
وفي الدم خلايا متخصصة مستقرة هي الكريات الحمراء والبيضاء ، وبالرغم من أن الجسم يفقد في كل ثانية مليونين ونصف من الكريات الحمراء فإن نقي العظام (لب العظام) يعوضها تلقائيا حتى تبقى نسبة الكريات الحمراء