١ ـ تمهيد
القلق والخوف يلفان الإنسانية أفرادا وجماعات منذ أن كانت الإنسانية العاقلة ، إلا من رحم الله ومنّ عليه بنعمة الإيمان ، والقلق النفسي هو بنسبة متصاعدة كلما تقدمت الحضارة المادية وابتعدت الإنسانية عن فهم تعاليم الله والالتزام بها. والإحصائيات اليوم تؤكد ذلك ، فلقد استهلكت فرنسا في عام ١٩٨٢ أكثر من مائة مليون علبة دواء من المنومات والمهدئات. وفي الولايات المتحدة الأميركية ، هناك وصفة واحدة لدواء مهدّئ للأعصاب من كل أربع وصفات طبية عادية. أما الأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية والمآسي الأخلاقية والانتحار ، فهي الأعلى نسبة في البلدان المتقدمة على صعيد الحضارة المادية والأبعد عن تعاليم السماء ، بالرغم من أن هذه البلاد المتحضرة ، كما يصفونها ، قد أمنت لأفرادها سبل الرفاهية المادية والضمان الاجتماعي منذ الولادة وحتى الممات ، فما سبب وتعليل ذلك؟ الجواب نجده في كتاب الله الكريم ، فالإنسان كان ولا يزال وسيظل كما وصفه أعلم العالمين به (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلَّا الْمُصَلِّينَ). (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً). (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً).