هناك ثلاثة أسئلة رئيسية تطرح نفسها في كل ثانية ، على تفكير كل امرئ عاقل ، سواء كان ذلك بصورة شعورية أو شبه شعورية ، وأغلب الأوقات بصورة لا شعورية ، فكل فرد عاقل يتساءل بينه وبين نفسه ، لما ذا جئت إلى هذا الوجود؟ وما هو دوري ومعنى حياتي في هذه الدنيا؟ وكيف سيكون مصيري بعد الموت؟ وإذا لم يجد كل ذي عقل ومنطق حلّا منطقيّا لهذه التساؤلات الثلاثة المتكررة في تفكيره ، منذ ولادته وحتى مماته فهو حتما مريض نفسيّا بصورة ظاهرة أو مستترة.
وفي القرآن الكريم الجواب على هذه التساؤلات الثلاثة والحل العلمي والمنطقي الذي يقنع كل ذي عقل ومنطق سليم : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً). (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ). (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى).
فوجود الإنسان في هذه الحياة هو نعمة وهبة من الخالق. والوجود خير من العدم ، والحياة هنا امتحان وابتلاء ، والحياة الحقيقية الخالدة السعيدة هي في ما بعد الموت وحين البعث (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت : ٦٤).
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ...) (الاسراء ٩)
اعرف نفسك «ومن عرف نفسه عرف ربه» هنا يكمن سر السعادة ، وهي ما ينشده كل مخلوق حي ، وكل المدارس النفسية والاجتماعية والفلسفية ، التي تحاول الإجابة عن تساؤلات الإنسان في معنى الحياة والموت ، دون الأخذ بتعاليم السماء الحقة أخفقت وستخفق في تشخيص العلة ووصف الدواء ، وهذا ما نلمسه اليوم.
أما في القرآن الكريم والسيرة والحديث الشريف فنجد التشخيص الحقيقي للأسباب التي تشقي الأفراد والمجتمعات ، والدواء المنطقي الناجع