لها (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها). (هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ).
وفي الحديث القدسي : «عبدي أطعني في ما أمرتك ، ولا تعلمني بما يصلحك ، أنا أكرم من أكرمني ، وأهين من هان عليه أمري ، ولست ناظرا في حق عبد حتى ينظر العبد في حقي».
٢ ـ ظاهرة الخوف والقلق النفسي
١) الخوف والقلق النفسي الطبيعي :
يجدر بنا أولا أن نفرق بين الخوف والقلق المرضي والقلق والخوف الطبيعي أي الفيزيولوجي. وهذا الأخير هو إحساس نفسي بالضيق مصحوب في أغلب الأحيان بتغيرات فيزيولوجية في أداء وظيفة معظم أعضاء الجسم. والقلق الطبيعي قد يسبق أو يصاحب أو يتبع لبعض الوقت المواقف التي يتعرض لها الإنسان في ذاته لخطر حقيقي ، وهو ضرورة فيزيولوجية يتمكن بواسطتها الإنسان من مواجهة الأخطار أو تفاديها كل حسب استعداده النفسي وتركيبه الفيزيولوجي. والقلق الطبيعي ليس مقصورا على الإنسان بل الحيوان وحتى النبات ويدخل في ما يسمى بغريزة حفظ الذات.
وقد وصف القرآن الكريم مختلف درجات القلق والخوف الطبيعي مع ما يصاحبها من أعراض عضوية في الجسم ، ما لم تزد عليه كتب النفس اليوم شيئا ، إلا في التفاصيل وهذه الدرجات هي تصاعديا :
الضيق النفسي : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
(الحجر : ٩٧ ـ ٩٩).
الخوف : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ