يعقّب ، يا موسى أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين). (القصص : ٣١). (إذ دخلوا على داود ففزع منهم ، قالوا لا تخف) (ص : ٢٢).
ولم نجد في القرآن الكريم وكتب الأحاديث والسيرة أي إشارة إلى هذا النوع من الخوف الطبيعي ، عند الرسول محمد عليه أفضل الصلوات ، ما عدا بعض الضيق من إيذاء المشركين وإعراضهم عن رسالته. (ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون). لا بل إن المتتبع للسيرة ، يجد أنه كان أشجع الفرسان قاطبة إذ وقف يواجه الموت المحدق به من كل جانب في إحدى المواقع ، مع ثلاثة عشر نفرا من الصحابة والأنصار ، وهو مطمئن لقدر الله قائلا : «أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب».
الآليات والمسببات البيولوجية للخوف
والتصرف السلوكي عند المخلوقات الحية
منذ عشرات السنين فقط بدأ العلماء المهتمون بوظيفة الجهاز العصبي يكتشفون أن الأفكار والعواطف والسلوك ، هي نشاطات حياتية تسيرها عمليات فيزيولوجية عصبية وكيميائية ، وأن في المخلوقات المزودة بجهاز عصبي مراكز تتحكم في الألم والخوف واللذة والغضب والحركة وغيرها من انفعالات وتصرفات ، وتسمى هذه المراكز العصبية مجتمعة بالدماغ الحيواني أو النباتي. كما أنه يوجد في بعض المخلوقات الحية مراكز عصبية متطورة ، تؤثر وتتأثر بالدماغ الحيواني وهي من الأهمية والتطور تبعا لنسبة رقي المخلوقات في سلم الذكاء. هذه المراكز هي الأكثر تطورا عند الإنسان وتسمى بالدماغ الجديد أو «الدماغ المفكر».
على ضوء هذا الشرح المبسط لآليات الشعور والتصرف نستطيع أن نفهم الوجه العلمي في العمق للآيات الكريمة التالية التي تشرح مسببات الخوف واللذة والألم والسلوك (إنّ الإنسان خلق هلوعا. إذا مسّه الشّرّ