شعورية بالضيق مصحوبة بانعكاس عضوي على وظيفة أغلب أجهزة الجسم من تسارع في ضربات القلب ، وضيق في التنفس ، واضطراب في عمل جهاز الهضم والأعصاب والعضلات ، وعملية إفراز الغدد وغيرها ، فالخوف والقلق النفسي المرضي في جذورهما ومنشئهما واحد وهو الخوف من المجهول ، وبدون أي سبب ظاهري منطقي معقول بالنسبة للمريض (وهذا ما يزعجه أشد الإزعاج) ولعل أبلغ وأوجز تحديد وتعريف حسي للراحة النفسية والخوف النفسي هو ما أشارت إليه الآية الكريمة التالية : (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنّما يصّعّد في السّماء) (الأنعام : ١٢٥).
والقلق هو أكثر المظاهر شيوعا وإزعاجا ويشكل القاسم المشترك لكل الأمراض النفسية العصابية ، وأغلب الأمراض العقلية الذهانية ، واضطرابات الشخصية و ٧٠ خ من الأمراض العضوية يكون مصحوبا بالخوف أو القلق الظاهر أو المستتر.
ب ـ أسبابه
هي في أكثر الحالات مجهولة بالنسبة للمريض ، ومدفونة في أعماق نفسه ، أي في اللاشعور ، أي العقل الباطن. وعلماء النفس يرجعون الأمراض النفسية العصابية واضطرابات الشخصية [والقلق والخوف من أهم مظاهرها] إلى تعارض وتصادم بين عقد النفس الدفينة اللاشعورية ومعطيات الواقع التي يواجهها المريض ، وإذا لم نساعد المريض على تفهم عقده ومحاولة حلها أو تسهيل حلها ، فكل علاج للقلق والأمراض النفسية العصابية واضطرابات الشخصية السلوكية هو وقتي أو لا يجدي. وسنفرد بحثا خاصا بعقد النفس الإنسانية لنبين كيف أن في الإيمان الصادق المرتكز إلى معطيات الكتاب الكريم الحل الجذري لها ، دون بقية الحلول التي تطرحها مختلف المدارس التي تهتم بعلم النفس وأمراضها ، والتي لم تقدم حتى الآن إلا