حلولا مؤقتة غير شافية كما يعرف الكل من خلال إحصائيات هذه المدارس ونتائج معالجتها.
(وخلق الإنسان ضعيفا)
أثبت العلم أن دماغ الإنسان وبقية أعضائه هي ضعيفة أمام متطلبات الهوى الموجودة في الدماغ الحيواني ، وإن لم يسيّر الإنسان الدماغ الحيواني مركز ومبعث الغرائز والشهوات والانفعالات وفق تعاليم الخالق ، وهو أدرى بما يصلحه ، بواسطة الدماغ المفكر الذي زوّد به ، أصبح هلوعا جزوعا عجولا منوعا كصفات شعورية وسلوكية مرضية.
يكفينا مثل بسيط لتقريب الصورة من ذهن القارئ على هذا الضعف الموجود في خلقنا ، فحقنة أو جرعة أو شمة من المخدرات ، تعطي اللذة المؤقتة لمراكز اللذة الموجودة في دماغنا الحيواني ، تكفي لأن يصبح الإنسان عبدا أمام متطلبات جسمه التي تصاب بما نسميه «بعوارض الحاجة المادية عند المدمنين كالتعب والعرق والاصفرار والقلق والخمول والتقيؤ وغيرها ...» وكذلك بالنسبة لبقية الشهوات والغرائز التي حدد لنا المولى كيفية عدم الاستسلام لها ، فليفهم الإنسان إرادة الله ، وقد دله على مكامن ضعفه الكامنة في خلقه وبيّن له سبل الهداية والإرشاد كي لا يهوي في سبل الضلالة والمرض : (يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيما. يريد الله أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا). (النساء : ٢٦ ـ ٢٨). وهذه السبل الواقية من الضلالة هي في الصلاة ، وللصلاة كوقاية شروط يجب الالتزام بها. وقد فصلت هذه الشروط في سورة المعارج (إنّ الإنسان خلق هلوعا. إذا مسّه الشّرّ جزوعا. وإذا مسّه الخير منوعا. إلّا المصلّين. الّذين هم على صلاتهم دائمون. والّذين في أموالهم حقّ معلوم. للسّائل والمحروم. والّذين يصدّقون بيوم