الدّين. والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون. إنّ عذاب ربّهم غير مأمون. والّذين هم لفروجهم حافظون. إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والّذين هم بشهاداتهم قائمون. والّذين هم على صلاتهم يحافظون) (المعارج : ١٩ ـ ٣٤).
فليلتزم الإنسان إذا أراد الشفاء من قلقه بهذه الوصفة الإلهية بعد أن يفهم شروطها وليتممها ويثابر على العمل بها ، وسيجد نفسه بعد حين أنه من أسعد المخلوقات. وهذا هو واقع المؤمنين الحقيقيين ، والذي خبرناه ووجدناه خلال ممارستنا للمعالجة النفسية!!
لذلك نحن نعتقد ، من زاوية إيمانية ، وبحكم التجربة الشخصية المهنية ، ومن خلال إخفاق تجربة المدارس النفسية التي حاولت أن تعالج الهلع والخوف والذعر واضطرابات السلوك من زاوية بيولوجية أو تحليلية وضعية ودون الأخذ بتعاليم السماء ، أن لا شفاء بصورة نهائية من الهلع والجزع والخوف والأنانية واضطرابات السلوك بصورة جذرية إذا لم يلتزم كل مريض عصابي بشيئين : وصفة طبية دنيوية موقوتة المفعول من أهل الاختصاص في الأمراض النفسية ، ووصفة روحية إيمانية من خالقه هي الالتزام بتعاليم المولى وهي وصفة جذرية الشفاء مصداقا لقوله تعالى : (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (البقرة : ٣٨).