(إنّه لقول فصل. وما هو بالهزل)
خلافا للعلوم المادية التي لا جدال في قواعدها بين العلماء ، كالفيزياء والكيمياء والفلك والطب وغيرها ، فإن علم النفس من العلوم الإنسانية ، التي يختلف في تحليل ظواهرها ومسبباتها علماء النفس ، وإن كانت آلياتها قد بدأت تدخل في حقل العلوم المادية (الكيمياء العضوية). وعند ما تختلف الآراء وتتشعب الطروحات ، ما على الباحث العاقل إلا اللجوء إلى كلمة الفصل في صحة كل العلوم ، سواء كانت مادية أو إنسانية : القرآن الكريم ، ففيه يجد أعمق وأبلغ وأوجز وأصح تحليل للنفس الإنسانية في تركيبها الطبيعي وما فطرت عليه ، والأسباب التي تشقيها ، والظواهر الطبيعية والمرضية التي تنتابها والسبل الموصلة لما تنشده من سعادة ، وأخيرا الدواء الشافي لما تعانيه من أمراض.
١ ـ تعريف بالعقد النفسية
منذ أواسط القرن العشرين كشف العلم ولا يزال أن في الدماغ مراكز تتحكم بمختلف انفعالات وتصرفات الإنسان الشعورية والسلوكية ، كمراكز الخوف والذعر والغضب والطمأنينة واللذة وغيرها ، وكلها تحكم آليات ما يسمى بغرائز حفظ الذات ، كالخوف من الموت ومسبباته والهرب من الألم والسعي وراء اللذة