فإذا أراد الإنسان أن يكون من أصحاب «الميمنة» فعليه «اقتحام» عقبات نفسه ، وجهاد النفس وهو من أكبر وأصعب أنواع الجهاد ، وهذا الاقتحام لعقبات النفس وعقدها يكون بمجاهدة واقتحام عقد التملك والحرص والبخل بأن يفك الرّقاب المعوزة ، واقتحام عقد الموت ، وحب الخلود يكون بالإيمان بالبعث واليوم الآخر. واقتحام عقد اللهفة والحرقة في الطلب يكون بالصبر. ومحو عقد النقص والحرمان يكون بالرحمة والتواصي بها.
وقفة تحليلية نفسية مع سورة الضحى
أ لم يجنب المولى رسوله الكريم عقدة الموت بقوله تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى). وجنبه عقدة الحرمان العاطفي الناشئ عن اليتم بأن آواه فقيض له جده ثم عمه أبا طالب الذي أعطاه الأمان والسند العاطفي والمادي ضد أذى المشركين (ألم يجدك يتيما فآوى). إلى أن قضت الحكمة الإلهية بإغنائه عن هذا العون الأرضي في قوله تعالى (والله يعصمك من النّاس).
أ لم يجنب المولى رسوله الكريم عقدة النقص المتأتية من الجهل ، فعلمه الحكمة ، وأنزل عليه القرآن الكريم (ووجدك ضالّا فهدى وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). ثم ألم يجنبه أيضا عقد النقص والشح المتأتية من الفقر بأن أغناه ومنع عنه العوز المادي فزوجه بأم المؤمنين السيدة خديجة عليهاالسلام وقد كانت غنية محبة : (ووجدك عائلا فأغنى).
وكذلك يجب أن نفعل مع أنفسنا وأولادنا والغير ، إن أردنا أن نجنب النفس الإنسانية عقد النقص والحرمان المادي والعاطفي وما ينتج عنها من عقد النقص أو التعويض كعقد إيذاء الذات والغير ، وعقد التعالي والكبرياء ،