الإيمان العلمي به. وهو برأينا الإيمان الثابت والسبيل الوحيد للوصول إلى فهم معنى الحياة من كل جوانبها ، وبالتالي الوصول إلى السعادة الحقيقة هدف وغاية كل مخلوق حي.
فالسعادة هي في معرفة الحقيقة ، ولا يكون ذلك إلا من خلال معرفة الإنسان لذاته : ماهيتها ، رغباتها ، ومصيرها ، ولا سبيل لمعرفة الذات معرفة صحيحة إلا من خلال هدي القرآن الكريم والحديث والسيرة النبوية الشريفة. وما يعتقده أكثر الناس من أن السعادة تتأتى من المأكل والمشرب والتمتع بمتاع الدنيا من شهوات جنسية وبنين ومال وجاه ، إن هي في الحقيقة إلا لذّات آنية ، مصحوبة غالبا بالألم ، تعطي القليل القليل مما نسميه بالسعادة المزيفة. فالسعادة الحقيقية هي إحساس داخلي شبه دائم بالرضا والطمأنينة ، لا يمنحها إلا الباري لمن اتبع هداه فقط ، إنها إحساس شخصي ذاتي داخلي بالسكينة ، لا يعرفه إلا من ذاقه أو كما يقول بعض العارفين بنعمة الإيمان : من ذاق عرف ، ولو ذاق الملوك نعمة السعادة الحقيقية التي يمنحها الإيمان بالله لقاتلونا عليها.
القواعد القرآنية التي نلتزمها في تفسير الآيات الكريمة
يسّر المولى عزّ وعلا فهم معاني آياته الكريمة وحضّ على تدبّرها ، وبيّن الذين باستطاعتهم القيام بذلك ، والشروط الواجب توفرها عند من يريد أن يتحمل هذه المسئولية ، الجليلة والخطيرة ، بنصوص قرآنية ، هي القواعد التي اعتمدناها في محاولة تفسيرنا للآيات العلمية الكريمة ، لذلك نرى لزاما علينا شرحها وتبسيطها ، وهي ما ندعوه بالقواعد القرآنية للتفسير.
القاعدة الأولى الأساسية : المولى يعلم قرآنه للعالم التقي : (الرَّحْمنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ ... وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ). وللتقوى شروط قرآنية فصلها الكتاب الكريم من خلال آيات التقوى الكثيرة نختصرها