٢ ـ عقدة الحرمان المادي :
وقد أشارت إليها الآيات الكريمة التالية (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً). (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ). (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا).
هذه العقد هي في بعض الأحيان متلازمة مع عقدة الحرمان العاطفي ، ومظاهرها في أكثرها «تعويضية» كالإسراف في المأكل والمشرب والتعلق المرضي بالأشياء الزائلة ومنها تتولد عقدة البخل ، وعقدة خوف الفقر وهي من أهم العقد ، وتشكل مع عقدة الموت أكثر العقد انتشارا في النفوس الإنسانية.
ومن واقع المعرفة العميقة بالنفس الإنسانية والسلبيات القاتلة التي تتلازم مع عقبة الحرمان المادي وعقبة الحرص التي تنشأ عنها والتي هي الوجه المقنع لعقبة الحرمان المادي والعاطفي أيضا ، نرى الإسلام قد سن فريضة الزكاة ومعناها تزكية النفوس والدراهم ، وجعلها ركنا من أركان الإسلام ، بل وجعل مانع الزكاة من المشركين :
(... وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ. الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ). (فصلت : ٥ ـ ٦) وحبّب الإسلام الإحسان إلى النفوس ، وكرّه الشح بعشرات الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المعروفة من كل الناس والتي يتجاهلها وينساها أكثرهم مع الأسف (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ). كما حدد التنزيل أن المعالم السوية للشخصية الإسلامية أن تكون وسطا في الإنفاق.
(وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً).
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً).
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
والحمد لله أن هناك (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) على