جولة في المنهج التفسيري للوزير المغربي
من خلال قراءتنا للموارد التفسيرية الآنفة تتّضح لنا أمورٌ عديدةٌ بشأن الأسلوب التفسيري المتّبع عند الوزير المغربي ، وفيما يلي نشير إلى هذه الموارد :
١ ـ يتمتّع الوزير المغربي باستقلالية في الإبداع بعيداً عن التقليد ، حتّى أنّه يطرح أحياناً آراء لم يسبقه أحد في طرحها ، من باب المثال أنّه فسّر الصلاة الوسطى في المورد الحادي عشر بصلاة الجماعة ، ويبدو هذا الرأي للوهلة الأولى غريباً إلاّ أنّنا عندما نطالع التوجيه الذي يسوقه لذلك تزول غرابته بحيث يمكن القول بأنّه تفسير وجيه ومعقول ، فقد قال الوزير المغربي إنّ «المعنيّ فيها صلاة الجماعة ؛ لأنّ الوسط العدل فلمّا كانت صلاة الجماعة أفضلها خصّت بالذكر» ، ومن هنا يمكن حمل (الصلاة الوسطى) على صلاة الجماعة.
وبغضِّ النظر عن صوابية أو عدم صوابية هذا التفسير ، فهو على كلّ حال رأي يسترعي الالتفات ، كما أشار الشيخ الطوسي إلى ذلك بقوله : «وهذا وجه مليح» ، وأضاف قائلاً : «غير أنّه لم يذهب إليه أحد من المفسّرين» ، ويبدو أنّه نوع من الاعتراض ، كما أنّ لديه الكثير من الآراء الإبداعية الأخرى(١).
__________________
(١) كما نجد ذلك مثلاً في الموارد الآتية : ١٣ إلى ١٩ ، و ٢٤ و ٢٧ إلى ٢٩ ، و ٣٥ و ٤٧ و ٤٨ و ٥٢.