في سبعة مواضع من هذا الكتاب ، في خمسة منها باسم المغربي ، وفي مورد واحد باسم ابن المغربي ، وفي واحد منها باسم أبو عبد الله الوزير المغربي ، والمراد من جميع هذه الأسماء هو الوزير المغربي أبو القاسم الحسين بن عليّ(١) ، إنّ العنوان الأخير ـ رغم الخطأ الملحوظ فيه ، وهو ما سنتحدث عن أسبابه لاحقاً ـ يمثل في حدّ ذاته شاهداً على نسبة ما نقل فيه إلى الوزير المغربي. والشاهد الآخر أنّ الشيخ الطوسي قد نقل في التبيان عن الوزير المغربي إحدى المسائل التي نقلها أبو حيّان.
وعند التدقيق في الموارد الأخرى التي نقلها أبو حيّان ومقارنتها بالأسلوب التفسيري للوزير المغربي تمثّل شاهداً آخر على نسبة هذه الآراء إلى الوزير المغربي ، ونحن هنا سنبدأ أوّلاً بنقل الآراء التي حكاها أبو حيّان عن الوزير المغربي لنعمل بعد ذلك على مقارنة الشبه بينها وبين المنهج التفسيري للوزير المغربي.
النقل الأوّل : هامش الآية الثانية والستّين من سورة البقرة ، بشأن (الصابئين) :
«قال المغربي عن الصابي صاحب الرسائل : هم قريب من المعتزلة ، يقولون بتدبير الكواكب»(٢).
__________________
(١) وبطبيعة الحال نجد في مقدّمة تفسير أبي حيّان الكثير من الثناء على تفسير ابن عطية المغربي ، ولكن يبدو أنّه يذكر هذا المفسّر باسم ابن عطية ، وليس المغربي.
(٢) البحر المحيط (طبعة دار الكتب العلمية) ، ج ١ ، ص ٤٠٢ ، (طبعة دار الفكر) ، ج ١ ، ص ٣٨٦.