سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتّى اهْتَدَتْ لنا |
|
ودُوني خَراتىّ الطَّوِيّ فيَثْقُب(١) |
فالكلام في (غرّ) لا يعدو أن يكون اسماً لموضع ، وأظنّه في نجد أو الحجاز ؛ لأنّ الشاعر معن بن أوس من تلك النواحي(٢).
والغرّاوي نبت ينبت في نواحي الغرّاء ، وهو بلسم يُعطى للملدوغ ، قال ابن سينا (.... وأمّا لبن اللاعية وأظنّه الترياق المعروف بالبوشنجي ، والغرّاوي فشديد النقع من لسع جميع الهوام خصوصاً الأفاعي)»(٣).
جاء في معجم البلدان «الغرّاء : بالفتح ، والمدّ ، وهو تأنيث الأغرّ ، وفرس أغرّ إذا كان ذا غرّة : وهو بياض في مقدّم وجهه ، ... الواحدة غرّاء ، ذكراً كان أو أنثى ، وقال الأصمعي : الغرّاء موضع في ديار بني أسد بنجد ، وهي جرعة في ديار ناصفة ، وناصفة قويرة هناك ، وأنشد :
كأنّهم ما بين ألية غدوة |
|
وناصفة الغرّاء هديٌ محلّلُ |
في أبيات ، وذكر ابن الفقيه في عقيق المدينة(٤) قال : ثمّ ذو الضروبة ثمّ ذو الغرّاء»(٥).
وعلى هذا يقال لها غرّا على القصر فكلّ ممدود يمكن لنا قصره ،
__________________
(١) لسان العرب ٥/٢٠ ـ ٢١.
(٢) انظر : موقف الشاعر معن بن أوس مع عبد الله بن الزبير ، في المدينة. ينظر : الأغاني ١٢/٣٠٥.
(٣) لسان العرب ٥/٢١ ، قانون ابن سينا ٣/٢٣٧.
(٤) ينظر : البلدان : ابن الفقيه : ٨٣.
(٥) معجم البلدان ٤/١٨٩ ، وينظر : البلدان : ابن الفقيه : ٨٣.