«كان الوزير أبو الفرج سار إلى المغرب وخدم هناك ، وتنقّلت به الأحوال ، وبعد عودته إلى مصر اصطنعه اليازوري ، وولاّه ديوان الجيش ، وكانت السيّدة والدة الإمام المستنصر بالله تُعنى به ، ولمّا ولّي البابليّ الوزارة قبض عليه في جملة أصحاب اليازوري واعتقله ، فتقرّرت له الوزارة في الاعتقال ، وخلع عليه في شهر ربيع الآخر من سنة خمسين وأربع مئة ، فما تعرّض لخليفة بغداد ، ولا فعل في البابلي ما فعله البابلي فيه وفي أصحاب اليازوري ، وأقام سنتين وشهوراً وصُرف في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة ، وكان الوزراء إذا صُرفوا لم يُستخدموا ، فاقترح لمّا صُرف أن يُولّى بعض الدواوين ، فولّي ديوان الإنشاء ، وصار استخدام الوزراء إذا صُرفوا سُنّة تمنع الخمول وتؤمن الدثور ، وهو الذي استنبط هذه الفعلة ، وتنبّه على ما فيها من المصلحة ، وتوفّي في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة»(١).
__________________
(١) أبو القاسم الصيرفي ، الإشارة إلى من نال الوزارة ، ص ٤٧ ـ ٤٨.