____________________________________
حادثا أو قديما ، في مقابل العلم الضروري الذي لا يحتاج إلى النظر والاستدلال نحو : الشمس مشرقة ، والكل أعظم من الجزء.
وقد يطلق على كل علم يكون مربوطا بالقوة العاقلة كعلم الفلسفة مثلا مقابل العلم العملي الذي يكون مربوطا بالقوة العاملة كعلم الأخلاق مثلا ، إذ لكل انسان قوّتان هما بمنزلة جناحين ، وكل منهما ـ أي : كل واحد من العلوم العملية والنظرية ـ على ثلاثة أقسام :
أما العملية : فإنّها ؛ إمّا علم بمصالح أشخاص معينين بانفرادهم ليتحلّى كل شخص بالفضائل ، ويتخلّى عن الرذائل يسمّى علم الأخلاق ، ومن يريد أن يتخلق بالأخلاق الحميدة فلا بدّ له أولا من التخلية ، ثم التحلية ، ثم التجلية ، وإمّا علم بمصالح جماعة متشاركة في المنزل كالوالد والمولود ، والمالك والمملوك ، ويسمّى تدبير المنزل ، وإمّا علم بمصالح جماعة متشاركة في المدينة يسمّى سياسة المدن ، فهذه أقسامها الثلاثة.
وأمّا النظرية : فإنّها ؛ إمّا علم بأحوال ما لا يفتقر في الوجود الخارجي والتعقّل إلى المادة يسمّى الإلهيات والفلسفة الاولى ، لأنّه العلم بأول الامور في الوجود ، وهو العلّة الاولى ، وأول الامور بالعموم وهو الوجود ، وإمّا علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي دون التعقّل يسمّى بالرياضي والتعليمي ، وإمّا علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي والتعقّل كالانسان مثلا ، وهو علم الأدنى ويسمّى بالطبيعي لأنّه يبحث فيه عن أحوال الجسم الطبيعي ، فهذه الثلاثة للعلوم النظرية.
فتحصّل ممّا ذكرناه أنّ العلوم النظرية على قسمين :
القسم الأول : العلوم النظرية في مقابل العلوم الضرورية والبديهية.
والقسم الثاني : النظرية في مقابل العلوم العملية ، والقسم الثاني أعمّ من القسم الأول ، ومراد المحدّث الأسترآبادي من العلوم النظرية هو القسم الثاني ، حيث أدرج العلوم البديهية فيها كما يظهر من كلامه ، فقال : إنّ العلوم النظرية من حيث المادة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : ما تكون مادته قريبة من الإحساس ، ولم يذكر ما تكون مادته حسية ، مثل الواحد نصف الاثنين من الأوليّات ، والشمس مشرقة من الحسّيات الظاهرية ، والأربعة