قسم ينتهي إلى مادّة هي قريبة من الإحساس ، ومن هذا القسم علم الهندسة والحساب وأكثر أبواب المنطق ، وهذا القسم لا يقع فيه الخلاف بين العلماء ، والخطأ في نتائج الأفكار ، والسبب في ذلك أنّ الخطأ في الفكر ؛ إمّا من جهة الصورة أو من جهة المادّة ، والخطأ من جهة الصورة لا يقع من العلماء ، لأنّ معرفة الصورة من الامور الواضحة عند الأذهان
____________________________________
زوج من الفطريات ، لكونه واضحا ، ولا يعقل الخطأ فيها ، فلذا اكتفى بذكر ما تكون مادته قريبة من الإحساس ، والمراد من المادة هي الصغرى والكبرى.
وبعبارة واضحة : إنّ المراد من المادة في باب الأقيسة هي القضايا التصديقية المذكورة لبيان المقاصد.
(ومن هذا القسم علم الهندسة).
وهو ما يبحث فيه عن المقادير المتّصلة فيكون موضوعه : هو المقدار والكم المتّصل ، ومن مسائله : كل مقدار وسط فهو ضلع ما يحيط به الطرفان ، والمراد من كون المقدار الوسط ضلع ما يحيط به الطرفان أن يكون الحاصل من ضربه في نفسه هو الحاصل من ضرب أحد الطرفين في الآخر ، مثلا : الثلاثة وسط بين الواحد والتسعة ، والحاصل من ضربه في نفسه هو التسعة وهو الحاصل من ضرب التسعة في الواحد ، ونحو المثلث ما أحاطت به ثلاثة خطوط مستقيمة ، ومعلوم أنّ المادة في المثالين من الامور المحسوسة.
وعلم (الحساب) وهو : ما يبحث فيه عن العدد ، فيكون موضوعه هو الكم المنفصل ، ومن مسائله : إذا ضربت عدد الاثنين في الاثنين يحصل أربعة.
(وأكثر أبواب المنطق).
مثل : إنّ الموجبة الكلّية والجزئية إنّما تنعكس إلى الموجبة الجزئية في العكس المستوي ، وكذا السالبة الكلّية والجزئية لا تنعكس إلّا جزئية في باب عكس النقيض هذا في التصديقات ، والتعرف على ما هو مفهوم الجزئي والكلّي ، والنسبة بين الكلّيات في التصورات ، ولا يقع الخطأ في معرفة هذه المفاهيم والاصطلاحات ، فتكون قريبة من الإحساس.
فهذا القسم من العلوم النظرية لكون موادّه قريبة من الإحساس لا يقع فيه الخلاف بين العلماء والخطأ في نتائج الأفكار ، لأنّ الخطأ في الفكر إمّا من جهة صورة القياس ، أو من