ومثل الأخبار الكثيرة الواردة في الترغيب في الرواية والحثّ عليها وإبلاغ ما في كتب الشيعة ، مثل ما ورد في شأن الكتب التي دفنوها لشدّة التقيّة ، فقال عليهالسلام : (حدّثوا بها فإنّها حقّ) (١).
ومثل ما ورد في مذاكرة الحديث والأمر بكتابته ، مثل قوله للراوي : (اكتب وبثّ علمك في بني عمّك ، فانّه يأتي زمان هرج ، لا يأنسون إلّا بكتبهم) (٢) ، وما ورد في ترخيص النقل بالمعنى.
وما ورد مستفيضا ، بل متواترا ، من قولهم عليهمالسلام : (اعرفوا منازل الرّجال منّا بقدر روايتهم عنّا) (٣).
وما ورد من قولهم عليهمالسلام : (لكلّ رجل منّا من يكذب عليه) (٤).
____________________________________
فتشجيعه على الحفظ كاشف عن الحجّيّة.
نعم ، يرد عليه بأنّه يحتمل أن يكون ترغيب الشارع على الحفظ لأجل أن يصبح حفّاظ الحديث كثيرين ، بحيث يكون نقلهم متواترا ومفيدا للعلم ، فحينئذ لا يكون الحديث النبوي دليلا على حجّيّة خبر الواحد.
(ومثل الأخبار الكثيرة الواردة في الترغيب في الرواية).
هذه الأخبار تدل على تشجيع نقل الرواية ، وإبلاغ ما في كتب الشيعة ، ومثل ما ورد في مدح مذاكرة الحديث والأمر بكتابته ، وما ورد من أمر الإمام عليهالسلام للراوي على كتابة الحديث ونشره ، ثمّ علّل ذلك بقوله : (فإنّه يأتي زمان هرج) لأنّه يأتي زمان تكون امور الناس في أيدي أهل الفتنة ، فأهل الدين لا يأنسون إلّا بكتبهم الدينية.
وما ورد في بيان مدح معرفة منزلة الرواة ، حيث قال الإمام عليهالسلام : (اعرفوا منازل الرجال منّا بقدر روايتهم عنّا).
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٣ / ١٥. الوسائل ٢٧ : ٨٤ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٨ ، ح ٢٧.
(٢) الكافي ١ : ٥٢ / ١١. الوسائل ٢٧ : ٨١ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٨ ، ح ١٨.
(٣) رجال الكشّي ١ : ٥ / ١.
(٤) المعتبر : ٦.