من جهتهم وارتفاع النزاع فيما بينهم. وأمّا مجرّد الرواية فلا حجّيّة فيه على حال.
فإن قيل : كيف تعوّلون على هذه الروايات ، وأكثر رواتها المجبّرة ، والمشبّهة ، والمقلّدة ، والغلاة ، والواقفيّة ، والفطحيّة ، وغير هؤلاء من فرق الشيعة المخالفة للاعتقاد الصحيح ، ومن شرط خبر الواحد أن يكون راويه عدلا عند من أوجب العمل به ، وإن عوّلت على
____________________________________
ليس حجّة.
وحاصل الدفع : أنّه لا يجوز الاعتماد على مجرّد نقلهم بما هو النقل ، إذ ليس هو مناط الحجّية ، بل مناط الحجّية هو إجماع الفرقة المحقّة على العمل بالأخبار الواردة عن طريق الإمامية ، كما أشار إليه بقوله : (بل اعتمادنا على العمل الصادر من جهتهم) ، أي : الفرقة المحقّة.
(وأمّا مجرّد الرواية) والنقل لو لا الإجماع ، (فلا حجّية فيه على حال) من الأحوال ، سواء كان الراوي ناقلا للمناكير أم لا ، فاسد المذهب أم لا ، عادلا أو فاسقا.
(فإن قيل : كيف تعوّلون على هذه الروايات ، وأكثر رواتها المجبّرة ، والمشبّهة ، والمقلّدة ، والغلاة ، والواقفيّة ، والفطحيّة).
المجبّرة : القائلون بالجبر.
والمشبّهة : يشبهون الخالق بأحد مخلوقاته.
والمقلّدة : هم الأخباريون الذين يقلّدون في اصول الدين ، بأن يعملوا بالأخبار الظنيّة ، مع أنّ اصول الدين يجب أن يعتقد بها من طريق البراهين العقلية ، ولا يكتفي فيها بالأخبار الظنية.
والواقفيّة : هم المتوقّفون في إمامة موسى بن جعفر عليهالسلام ، فيعتقدون على أنّه عليهالسلام الإمام القائم ، والإمامة لم تتجاوزه إلى غيره.
والفطحيّة : القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر عليهالسلام حيث ادّعى بعد أبيه الإمامة ، واحتج بأنّه أكبر اخوته الباقين ، فاتّبعه على قوله جماعة ، وكان عبد الله أفطح أي : عريض الرأس ، ولهذا يقال على من يعتقد بإمامته الفطحيّة.
(وغير هؤلاء) كالاسماعيلية القائلين بإمامة اسماعيل بن الإمام الصادق عليهالسلام.
والحاصل : إنّ أكثر رواة هذه الروايات هؤلاء المعتقدون بالعقائد الفاسدة.