البراءة
أدلة البراءة من الكتاب
احتجّ للقول الأوّل بالأدلّة الأربعة :
فمن الكتاب آيات :
منها : قوله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها)(١).
قيل : دلالتها واضحة.
وفيه : إنّها غير ظاهرة ، فإنّ حقيقة الايتاء الإعطاء.
____________________________________
أدلة القائلين بالبراءة : استدلّوا بالأدلة الأربعة : (فمن الكتاب آيات ، منها : قوله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) قيل : دلالتها واضحة).
نسب القول بوضوح دلالة هذه الآية على البراءة إلى صاحب الفصول.
ثمّ إن دلالتها عليها مبنيّة على أن يكون المراد من الموصول ـ وهو «ما» ـ التكليف ، ومن «الايتاء» إعلامه وإيصاله إلى المكلّف ، فيكون معنى الآية حينئذ : لا يكلّف الله أحدا إلّا بما أوصله إليه من التكليف ، فالتكليف الذي لم يصل إلى المكلّف مرفوع عنه. فتكون دلالة الآية على البراءة على هذا الاحتمال واضحة ، إلّا أن هذا الاحتمال ينافي مورد الآية ، كما يأتي في كلام المصنّف قدسسره فلا يمكن أن يكون المراد بالموصول هو التكليف.
(وفيه : إنّها غير ظاهرة)
ويرد في الاستدلال بهذه الآية بأنّها لا تدلّ على البراءة أصلا ، ويتضح ما يرد على هذا الاستدلال بعد تقديم مقدمة وهي :
إنّ في الموصول أربع احتمالات :
منها : ما تقدم بأن يكون المراد منه التكليف.
__________________
(١) الطلاق : ٧.