أدلة البراءة من السنّة
وأمّا السنّة ، فيذكر منها في المقام أخبار كثيرة :
منها : المرويّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بسند صحيح في الخصال ، كما عن التوحيد : (رفع عن امّتي تسعة أشياء : الخطأ ، والنسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطرّوا إليه ...) (١) ، الخبر.
____________________________________
(وأمّا السنّة ، فيذكر منها في المقام أخبار كثيرة :
منها : المرويّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بسند صحيح في الخصال ، كما عن التوحيد : (رفع عن امتي تسعة أشياء : الخطأ ، والنسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لا يعلمون وما لا يطيقون ، وما اضطروا إليه) والحسد ، والطيرة ، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة). انتهى الحديث.
ومحل الشاهد فيه هو الأمر الرابع ، أي : (ما لا يعلمون).
وتقريب الاستدلال به على البراءة يتضح بعد تقديم امور :
منها : إنّ المراد برفع هذه الامور سوى (ما لا يعلمون) لم يكن تكوينا لأنّها موجودة في الخارج بالضرورة والوجدان ، وحينئذ لا بدّ من تقدير شيء من باب دلالة الاقتضاء حتى يكون هو المرفوع ؛ حفظا لكلام النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الكذب ، والمقدّر المرفوع لا يخلو عن أحد امور :
أحدها : هو خصوص المؤاخذة في الجميع.
وثانيها : هو جميع الآثار كذلك.
وثالثها : هو الأثر الظاهر في كل واحد منها.
نعم ، يمكن أن يكون الرفع في (ما لا يعلمون) تكوينيّا أيضا ، وذلك فيما إذا كان المراد بالموصول هو الحكم الشرعي ، كما لا يخفى.
__________________
(١) الخصال : ٤١٧ / ٩. التوحيد : ٣٥٣ / ٢٤. الوسائل ١٥ : ٣٦٩ ، أبواب جهاد النفس وما يناسبه ، ب ٥٦ ، ح ١.