عن العباد فهو موضوع عنهم) (١).
ويمكن أن يورد عليه بأنّ الظاهر من الموصول في (ما لا يعلمون) بقرينة أخواتها ، هو الموضوع.
____________________________________
هو الآثار.
(فهو نظير قوله عليهالسلام : (ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم)).
والرفع في حديث الرفع نظير الوضع في قوله عليهالسلام : (ما حجب الله علمه عن العباد) أي : لم يبيّن لهم ، فهو موضوع عنهم ، أي : آثاره ، أو مؤاخذته مرفوعة عنهم ، لأنّ كلمة الوضع إذا تعدّت بـ (عن) تكون بمعنى الرفع ، وإذا تعدت ب (على) تكون بمعنى الوضع وقد تعدّت في الحديث ب(عن) ، كما لا يخفى.
(ويمكن أن يورد عليه بأنّ الظاهر من الموصول في (ما لا يعلمون) بقرينة أخواتها ، هو الموضوع ، أعني فعل المكلّف غير المعلوم ، كالفعل الذي لا يعلم أنّه شرب الخمر ، أو شرب الخلّ).
وهذا الإيراد من المصنّف قدسسره يتضح بعد بيان مقدمة وهي :
إنّ الاستدلال بهذا الحديث في إثبات البراءة إنّما يتمّ إذا كان المراد بالموصول في (ما لا يعلمون) هو خصوص الحكم ، أو الأعمّ منه ومن الموضوع لتكون الشبهة حكميّة ، وذلك لأنّ محل النزاع في مسألة البراءة هي الشبهة الحكمية ، وأمّا لو كان المراد من الموصول هو خصوص الموضوع ـ كما هو كذلك في أخواته ـ كانت الشبهة ـ حينئذ ـ شبهة موضوعية وهي خارجة عن محل الكلام.
إذا عرفت هذه المقدّمة يتضح لك الإيراد ، وذلك لأنّ المراد بالموصول في (ما لا يعلمون) هو خصوص الموضوع ، وبذلك يختصّ الحديث بالشبهات الموضوعية فقط ، ولا يرتبط بالمقام أصلا.
ثمّ إنّ المصنّف قدسسره ذكر وجهين لإثبات كون المراد بالموصول هو خصوص الموضوع :
أحدهما : ما أشار إليه بقوله :
(بأنّ الظاهر من الموصول في (ما لا يعلمون) بقرينة أخواتها هو الموضوع).
__________________
(١) التوحيد : ٤١٣ / ٩.