والحاصل إنّ ظهور الآية في وجوب التّفقّه والإنذار ممّا لا ينكر ، فلا محيص عن حمل الآية عليه ، وإن لزم مخالفة الظاهر في سياق الآية أو بعض ألفاظها.
وممّا يدلّ على ظهور الآية في وجوب التّفقّه والإنذار استشهاد الإمام بها على وجوبه في أخبار كثيرة.
____________________________________
جميعا ، وأن يكون المراد من ضمير الجمع في قوله : (لِيَتَفَقَّهُوا) و (لِيُنْذِرُوا) الفرقة المتخلّفة ، وأن يكون المراد بالقوم : النافرين ، وأن يكون المراد من ضمير الجمع في (لَعَلَّهُمْ) و (يَحْذَرُونَ) النافرين ، وأن يكون الغرض من هذه الآية بيان وجوب امور :
الأول : الجهاد على النافرين.
والثاني : التعلّم على المتخلفين.
والثالث : تعليمهم النافرين.
(والحاصل : إنّ ظهور الآية في وجوب التّفقّه والإنذار ممّا لا ينكر ، فلا محيص عن حمل الآية عليه ، وإن لزم مخالفة في سياق الآية أو بعض ألفاظها) إنّ ظهور الآية في وجوب التفقّه والإنذار يكون واضحا ، وغير قابل للإنكار خصوصا على الاحتمال الأول ، وإن كان يلزم مخالفة الظاهر في سياق الآية على هذا الاحتمال ، إذ مقتضى السياق هو كون النفر لأجل الجهاد ؛ لوقوع هذه الآية بين آيات الجهاد ، أي : صدر الآية ظاهرا في النفر إلى الجهاد ، فيكون ظهور (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) في وجوب التفقّه والإنذار مخالفا للسياق. أو يلزم مخالفة الظاهر في بعض ألفاظ الآية كما في الاحتمال الثالث ؛ إذ ظاهر النفر الثاني هو النفر إلى التفقّه فقط ، كما يظهر من قوله : (لِيَتَفَقَّهُوا) فحمله على النفر لأجل الجهاد والتفقّه معا على خلاف الظاهر.
وفي الاحتمال الرابع يكون ظاهر قوله : (لِيَتَفَقَّهُوا) و (لِيُنْذِرُوا) في النافرين ، وحملهما على المتخلّفين على خلاف الظاهر ؛ لأن هذا الحمل يحتاج إلى تقدير جملة ؛ وهي : لتبقى طائفة عند النبي صلىاللهعليهوآله ليتفقهوا ، ومن المعلوم أنّ التقدير يكون على خلاف الظاهر.
(وممّا يدل على ظهور الآية في وجوب التّفقّه والإنذار استشهاد الإمام بها ... إلى آخره) إذ قد استشهد الإمام عليهالسلام بآية النفر على وجوب التفقّه في أخبار كثيرة ، يذكر المصنّف قدسسره