ومنها : صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام. وفيها : قلت : افيسع الناس إذا مات العالم ألّا يعرفوا الذي بعده؟ فقال : (أمّا أهل هذه البلدة فلا ـ يعني أهل المدينة ـ وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إنّ الله عزوجل يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ)(١)) (٢).
ومنها : صحيحة البزنطيّ (٣) المرويّة في قرب الاسناد (٤) عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام.
ومنها : رواية عبد المؤمن الأنصاريّ الواردة في جواب من سأل عن قوله صلىاللهعليهوآله : (اختلاف أمتي رحمة) ، قال : إذا كان اختلافهم رحمة فاتفاقهم عذاب!
(ليس هذا يراد ، إنّما يراد الاختلاف في طلب العلم ، على ما قال الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ)(٥)) (٦).
الحديث منقول بالمعنى ، ولا يحضرني ألفاظه ، وجميع هذا هو السرّ في استدلال أصحابنا بالآية الشريفة على وجوب تحصيل العلم وكونه كفائيا ، هذا غاية ما قيل أو يقال في توجيه الاستدلال بالآية الشريفة ، لكنّ الانصاف عدم جواز الاستدلال بها من وجوه :
____________________________________
للتّفقّه والإنذار.
(ومنها : صحيحة البزنطيّ) ولم ينقل المصنّف رحمهالله مضمون هذه الصحيحة ؛ لأنه مطابق لما ذكره بعدها ، وهو رواية عبد المؤمن الأنصاري الواردة في جواب من سأل عن قوله صلىاللهعليهوآله : (اختلاف امّتي رحمة) ، قال : إذا كان اختلافهم رحمة فاتفاقهم عذاب ، فقال الإمام عليهالسلام في الجواب : (ليس هذا) ، أي : الذي تصورته يراد ، وإنّما يراد اختلافهم في البلدان لطلب العلم ، لا الاختلاف في الدين ؛ لأنه واحد ، ثمّ استشهد بقوله تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ).
(لكنّ الانصاف عدم جواز الاستدلال بها من وجوه : الأول : إنّه لا يستفاد من الكلام
__________________
(١) التوبة : ١٢٢.
(٢) الكافي ١ : ٣٨٠ / ٣ ، وفيه : (يعني المدينة) مكان (يعني أهل المدينة) ، وعلل الشرائع ٢ : ٣١٥ / ٤٠.
(٣) هو محمّد بن أبي نصر.
(٤) قرب الإسناد : ٣٥٠ / ١٢٦٠.
(٥) التوبة : ١٢٢.
(٦) معاني الأخبار : ١٥٧ / ١. الوسائل ٢٧ : ١٤١ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١١ ، ح ١٠ ، وقد نقله بالمعنى.