جلّ ذكره ، فإذا كان التصديق حسنا يكون واجبا.
ويزيد في تقريب الاستدلال وضوحا ما رواه في فروع الكافي ، في الحسن بإبراهيم بن هاشم ، أنّه كان لاسماعيل بن أبي عبد الله دنانير ، وأراد رجل من قريش أن يخرج بها إلى اليمن. فقال له أبو عبد الله عليهالسلام :
(يا بنيّ ، أما بلغك أنّه يشرب الخمر؟) قال : سمعت الناس يقولون ، فقال : (يا بنيّ إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول : يصدّق الله ويصدّق للمؤمنين. فإذا شهد
____________________________________
(ومن جملة الآيات ، قوله تعالى في سورة البراءة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)).
من المنافقين من يؤذي النبي صلىاللهعليهوآله بالقول ، حيث يقول : هو اذن ، أي : قوة سامعة ؛ لأنه يستمع إلى كل ما يقال ، ويصغي إليه ويقبله ، وأمر الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوآله بقوله : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) الآية.
والاستدلال بهذه الآية الشريفة يتوقف على امور :
منها : أن يكون المراد من إيمانه للمؤمنين هو التصديق الحقيقي بمعنى ترتيب الأثر الواقعي على قولهم وكلامهم ، لا التصديق الصوري بمعنى إظهار القبول وعدم المبادرة إلى التكذيب.
ومنها : أن يكون مدحه تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآله بتصديقه للمؤمنين تصديقا حقيقيا حتى يكون التصديق الحقيقي حسنا بسبب المدح.
ومنها : أن يكون وجوب تصديقهم ملازما لحجّية قولهم ، كما هو كذلك ، إذ لا معنى لوجوب التصديق إلّا الحجّية.
والعمدة هو إثبات الأمر الأول ، وهو أن يكون التصديق تصديقا حقيقيّا.
وقوله : (ويزيد في تقريب الاستدلال وضوحا ما رواه في فروع الكافي).
استدلال لإثبات كون التصديق حقيقيا ، وإلّا لم يستشهد الإمام الصادق عليهالسلام لابنه اسماعيل بوجوب التصديق بالآية.
وهذا الخبر حسن لوجود ابن هاشم في سنده ، وهو إمامي ممدوح ، وملخّص مضمونه : إنّه كان لاسماعيل ابن الإمام الصادق عليهالسلام دنانير ، فأدّاها إلى رجل من قريش يريد