عندك المسلمون فصدّقهم) (١).
ويرد عليه :
أوّلا : إنّ المراد بالاذن سريع التصديق والاعتقاد بكلّ ما يسمع ، لا من يعمل تعبّدا بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقه ، فمدحه عليهالسلام بذلك لحسن ظنّه بالمؤمنين وعدم اتّهامهم.
____________________________________
أن يخرج إلى اليمن للتجارة ، فقال له الإمام عليهالسلام : (يا بني أمّا بلغك أنّه يشرب الخمر؟) قال : سمعت الناس يقولون.
ثم قال الإمام عليهالسلام : (يا بنيّ إنّ الله تعالى يقول : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) أي : يقول : يصدّق بالله ، ويصدّق للمؤمنين ، فإذا شهد عندك المسلمون فصدّقهم) ويجب عليك القبول ، والعمل بقولهم.
فيكشف ـ من أمر الإمام عليهالسلام ابنه بتصديق المسلمين تصديقا حقيقيا ، ومن استشهاده عليهالسلام بالآية ـ أنّ المراد من التصديق في الآية هو التصديق الحقيقي لا الصوري ، فهذا الاستشهاد من الإمام عليهالسلام على وجوب التصديق بالآية دليل على أنّ المراد من التصديق في الآية هو التصديق الحقيقي لا الصوري.
(ويرد عليه أوّلا : إنّ المراد بالاذن سريع التصديق والاعتقاد بكلّ ما يسمع ، لا من يعمل تعبّدا بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقه).
وملخّص هذا الإيراد : إنّ الاستدلال بالآية مبني على أن يكون المراد من الاذن استماع القول ، ثمّ التصديق والعمل به وإن لم يحصل العلم منه ، فيرد عليه بأنّ المراد بالاذن ليس مجرّد استماع الكلام ، بل المراد به سرعة الاعتقاد بالخبر ، فمفاده ـ حينئذ ـ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان سريع الاعتقاد ، ويحصل له العلم من أخبار المؤمنين فيصدقهم بعد العلم بصدقهم ، ومعلوم أنّ العلم حجّة ، ولا كلام في حجّيته أصلا ، فآية الاذن أجنبية عن المقام أصلا.
نعم ، يمكن أن يقال : بأنّ سرعة الاعتقاد لا يوجب مدحا ، فلما ذا مدح الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بقوله : (أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) و (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)؟
__________________
(١) الكافي ٥ : ٢٩٩ / ١ ، نقله باختصار واختلاف يسير. الوسائل ١٩ : ٨٢ ، كتاب الوديعة ، باب ٦ ، ح ١.