ويضعّف قاعدة الاحتياط بما تقدّم من أنّ حكم العقل بالتخيير عقلي ، لا احتمال فيه حتى يجري فيه الاحتياط.
ومن ذلك يظهر عدم جريان استصحاب التخيير ، إذ لا إهمال في حكم العقل حتى يشكّ في بقائه في الزمان الثاني. فالأقوى هو التخيير الاستمراري ، لا للاستصحاب ، بل لحكم العقل في الزمان الثاني كما حكم به في الزمان الأوّل.
____________________________________
وثانيا : إنّ التخيير في المقام حكم عقلي لا يعقل فيه الشكّ حتى يرجع فيه إلى الأصل ، وكما تأتي الإشارة إليه في الجواب عن قاعدة الاحتياط.
(ويضعّف قاعدة الاحتياط بما تقدّم من أنّ حكم العقل بالتخيير عقلي ، لا احتمال فيه حتى يجري فيه الاحتياط).
وحينئذ فلا مجال للوجوه الثلاثة القائمة على ترجيح التخيير الابتدائي.
ومنها : قاعدة الاحتياط ، إذ يرجع إليها عند الشكّ ، ولا يعقل الشكّ فيما إذا كان التخيير عقليّا ، كما عرفت غير مرّة.
(ومن ذلك يظهر عدم جريان استصحاب التخيير ... إلى آخره).
أي : من عدم تصوّر الشكّ في مورد حكم العقل يظهر عدم جريان استصحاب التخيير لإثبات استمرار التخيير ، وذلك لانتفاء موضوع الاستصحاب وهو الشكّ.
***