المقام الثاني
في الاستصحاب
وهو ـ لغة ـ أخذ الشيء مصاحبا ، ومنه : استصحاب أجزاء ما لا يؤكل لحمه في الصلاة ، وعند الاصوليّين عرّف بتعاريف ، أسدّها وأخصرها : «إبقاء ما كان».
____________________________________
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد صلىاللهعليهوآله الطاهرين.
(المقام الثاني : في الاستصحاب وهو ـ لغة ـ أخذ الشيء مصاحبا).
فمعنى استصحبت هذا الشيء ، أي : أخذته مصاحبا ، واستصحبت هذا الشخص ، أي : اتخذته صاحبا ، فإطلاقه على القاعدة المعروفة بالاستصحاب عند الاصوليّين إنّما هو باعتبار أنّ العامل بها يتخذ ما تيقّن به سابقا صحيبا له إلى الزمان اللاحق في مقام العمل ، كما في اصول المظفر.
(ومنه : استصحاب أجزاء ما لا يؤكل لحمه في الصلاة).
أي : الاستصحاب في قول الفقهاء في مقام بيان مبطلات الصلاة ، بأنّ استصحاب أجزاء ما لا يؤكل لحمه مبطل للصلاة يكون بالمعنى اللغوي.
وتحقيق الكلام في المقام يقتضي ذكر امور :
الأوّل : بيان المناسبة بين المعنى اللغوي للاستصحاب والمعنى المصطلح عند الاصوليّين.
الثاني : بيان مقوّمات الاستصحاب عند الاصوليّين.
الثالث : بيان ما ترجع إليه تعاريفهم للاستصحاب.
الرابع : بيان ما يمكن أن يكون مدركا لحجيّة الاستصحاب عندهم.
أمّا المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي فواضحة على تقدير كون