ويدلّ على المطلب أيضا : النبوي والعلويّان المرويّان في غوالي اللآلئ.
فعن النبي صلىاللهعليهوآله : (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) (١).
وعن علي عليهالسلام : (الميسور لا يسقط بالمعسور) (٢) و (ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه) (٣).
وضعف إسنادها مجبور باشتهار التمسّك بها بين الأصحاب في أبواب العبادات ، كما لا يخفى على المتتبّع ، نعم ، قد يناقش في دلالتها :
أمّا الاولى : فلاحتمال كون «من» بمعنى الباء أو بيانيّة ، و «ما» مصدريّة زمانيّة.
____________________________________
(ويدلّ على المطلب أيضا : النبوي والعلويّان المرويّان في غوالي اللآلئ.
فعن النبي صلىاللهعليهوآله : (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم).
وعن علي عليهالسلام : (الميسور لا يسقط بالمعسور) و (ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه)).
والمستفاد من هذه الروايات هو عدم سقوط التكليف بتعذّر بعض الأجزاء والشرائط ، بل يجب على المكلّف الإتيان بما يتمكّن منه ؛ لأنّ الميسور لا يسقط بالمعسور ، وما لا يتمكّن المكلّف من إتيان كلّه لا يجوز له ترك الكلّ ، بل عليه الإتيان بما يتمكّن منه.
وكذلك النبوي ظاهر في وجوب إتيان ما يتمكّن منه المكلّف من بعض الأجزاء بعد عدم التمكّن من الجميع ؛ لأنّ كلمة «من» في قوله صلىاللهعليهوآله : (فأتوا منه) ظاهرة في التبعيض إن لم تكن حقيقة فيه ، وكلمة «ما» في قوله صلىاللهعليهوآله : (ما استطعتم) ظاهرة في الموصولة ، فيدلّ النبوي صلىاللهعليهوآله على وجوب الإتيان بما هو المقدور من المركّب.
ثمّ إنّ هذه الأخبار وإن كانت ضعيفة من حيث السند ، إلّا أنّ ضعف سندها مجبور بعمل الأصحاب بها ، كما أشار إليه قدسسره بقوله :
(وضعف إسنادها مجبور باشتهار التمسّك بها بين الأصحاب في أبواب العبادات ، كما لا يخفى) ، إلّا أنّها قابلة للمناقشة من جهة الدلالة كما أشار إليها بقوله :
(نعم ، قد يناقش في دلالتها) ؛ لأنّ الاستدلال بالنبوي كما عرفت مبني على كون «من» للتبعيض و «ما» موصولة ، ولا يصح الاستدلال به على تقدير كون «من» بمعنى الباء أو بيانيّة
__________________
(١) غوالي اللآلئ ٤ : ٥٨ / ٢٠٦ ، وفيه : وقال عليهالسلام : (إذا امرتم بأمر فأتوا منه بما استطعتم).
(٢) غوالي اللآلئ ٤ : ٥٨ / ٢٠٥ ، وفيه : وقال النبي صلىاللهعليهوآله : (لا يترك الميسور بالمعسور).
(٣) غوالي اللآلئ ٤ : ٥٨ / ٢٠٧.