لفظيّة ، فظهوره مستند إلى الوضع ، وإن استند إلى حال أو قرينة منفصلة فلا يقصر عن الوضع.
وإن كان ظنّا معتبرا فينبغي تقديمه على الظهور اللفظي المعارض ، كما يقدّم على ظهور اللفظ المقرون به.
____________________________________
فلا أعرف له ، أي : لتقديم الظهور اللفظي على الظهور القريني وجها ؛ لأن ظهور اللفظ في المعنى المجازي إن كان مستندا إلى قرينة لفظيّة ، كما في المثال المتقدّم ، فظهوره مستند إلى الوضع.
أي : كما أنّ ظهور الأسد في المفترس ـ في قولنا : رأيت أسدا ـ مستند إلى وضعه له ، كذلك ظهور الأسد في الرجل الشجاع ـ في قولنا : رأيت أسدا يرمي ـ مستند إلى الوضع ، أي : وضع يرمي على الرمي المتعارف.
وبالجملة لا وجه لترجيح الظهور الحقيقي على المجازي لمجرّد استناده إلى الوضع ؛ لأن الظهور المجازي ـ أيضا ـ مستند إلى الوضع.
وإن استند إلى حال ، كما إذا قال : اغتسل للجمعة وقال في وقت آخر متعرّضا لمستحبات يوم الجمعة : افعل كذا وافعل كذا واغتسل للجمعة ، فإنّ الأوّل ظاهر في الوجوب بالوضع والثاني في الاستحباب بقرينة الحال.
أو قرينة منفصلة قطعيّة ، كالإجماع مثلا ، كما إذا قال : اغتسل للجمعة ثمّ أمر في وقت آخر بعدّة امور مستحبة بالإجماع ، وذكر في جملتها غسل الجمعة ، فإنّ الأوّل ظاهر في الوجوب بالوضع والثاني ظاهر في الندب بقرينة الإجماع على ندبيّة الأخوات ، كما في شرح الاستاذ.
فلا يقصر عن الوضع ، بمعنى أنّ الظهور المجازي المستند إلى قرينة قطعيّة من إجماع أو حال أو غيرهما لا يكون أضعف من الظهور المستند إلى الوضع.
وإن كان مستند الظهور المجازي ظنّا معتبرا.
كما إذا قال : اغتسل للجمعة ثمّ أمر في وقت آخر بعدّة امور مستحبة عند المشهور وذكر في جملتها غسل الجمعة ، فإنّه يكون ظاهرا في الندب بقرينة شهرة استحباب