بالفساق أقلّ موردا من العلماء خصّ دليل العلماء بدليله ، فيحكم بأنّ مادّة الاجتماع بين الكلّ ، أعني : العالم الشاعر الفاسق مستحب الاكرام.
وقس على ما ذكرنا صورة وجود المرجّح من غير جهة الدلالة لبعضها على بعض.
والغرض من إطالة الكلام في ذلك التنبيه على وجوب التأمّل في علاج الدلالة عند التعارض ؛ لأنا قد عثرنا في كتب الاستدلال على بعض الزّلات ، والله مقيل العثرات.
____________________________________
خصّ الشعراء به ، فالفاسق الشاعر غير مستحب الإكرام ، فتبقى مادّة اجتماع الكلّ وكذا العالم الشاعر مردّدا بين الوجوب والاستحباب.
فإذا فرض انقلاب النسبة ، أي : فرض صيرورة الشعراء بعد التخصيص بالفساق أقلّ موردا من العلماء.
كما إذا خرج من ١٠٠ شاعر ٤٠ فاسقا يصير أقلّ من ١٠٠ عالم.
خصّ دليل العلماء بدليله ، فيحكم بأنّ مادّة الاجتماع بين الكلّ ، أعني : العالم الشاعر الفاسق ، وكذا العالم الشاعر مستحب الإكرام.
وقس على ما ذكرنا من الترتيب في العلاج في صورة وجود المرجّح من جهة الدلالة صورة وجود المرجّح من غير جهة الدلالة لبعضها على بعض.
فلو فرض سند دليل العلماء أعدل وسند دليل الفساق عدلا وسند دليل الشعراء ثقة ، يكون العلماء مخصّصا للآخرين ، ويكون دليل الفساق مخصّصا للشعراء. هذا تمام الكلام في المرجّحات من حيث الدلالة ، وقد اكتفينا في المقام بما في شرح الاستاذ الاعتمادي ؛ لكونه أجود الشروح في الرسائل ولا يستغني منه طالب ولا مدرس.
* * *