فيهم عليهمالسلام الخبرة العامة بالكائنات وما يحدث فى البلدان ويفعله العباد وقد تقدم فى بعض الروايات ان الله سبحانه اعطى الائمة عليهمالسلام قوّة نوريّة عبّر عنها كما فى بعضها بعمود نور يرى به اعمال العباد وما يحدث فى البلدان (وكان ابو جعفر عليهالسلام) يقول لميسرة اذا كانت الجدران تحجبنا كما تحجبكم اذا لا فرق بيننا وبينكم (وفى بعض الروايات) قال الصادق عليهالسلام انى اعلم ما فى السماوات والارضين حتى كان الاشياء كلها نصب عينى (وفى الصحيفة السجادية) وعلّمهم الله علم ما كان وعلم ما بقى فلا يعزب عن علمهم شىء والمتأمل فى فقه الحوادث والروايات فلا بد له من حمل ما يعارضها على التقية او عدم قابلية السامع لهذا السر الدقيق.
(والذى يقوى فى النظر) وبه يجمع الاخبار المختلفة ان علم الامام (ع) بالموضوعات فى بعض الموارد ارادىّ بمعنى اذا اراد ان يعلم شيئا علمه او اعلمه الله تبارك وتعالى كما دلت عليه جملة من الروايات المتقدمة وفى بعض الموارد فعلىّ حضورى عنده من غير توقف على الارادة كما ان علمه بالاحكام كذلك وقد دلت عليه ايضا جملة من الروايات المتقدمة.
(هذا ما ادى اليه) نظرى الفاتر وفكرى القاصر فتبصّر كى تطلع على حقيقة الامر وتدبر استعلاما للحق من الباطل ولا تكن من المنحرفين فانهم ضلوا واضلوا خذلهم الله (وفى دعاء السمات) فمن عرفهم نجى ومن ضل عنهم هلك (وفى الزيارة) السلام على محالّ معرفة الله فكل معرفة حصلت لاحد فانما هى عنهم وبواسطتهم عليهمالسلام ومن رشحات حقائقهم وكمال نورهم وبسط وجودهم (فهم الصراط) المستقيم الذى لا يضل من تمسك به ولجأ اليه وهم صراط الله على خلقه لان ولايتهم ولاية الله ومحبتهم محبة الله ورضاهم رضاء الله ومعرفتهم معرفة الله تبارك وتعالى.
(ايها الاخ العاقل) ان جميع العلوم الفائضة موجودة فى القرآن وجميع ما فى القرآن حاصل عندهم عليهمالسلام وهذا مستلزم للاحاطة العلمية وان الله سبحانه اعطاهم كل فضيلة واختصّهم بكل خصيصة وانا مكلفون بمعرفتهم والتسليم لهم من عرفهم فقد عرف الله عزوجل ومن لم يعرفهم لم يعرف الله (وفى الحديث) بنا عرف الله ولولانا ما عرف الله