رأس وكأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتفوه بها وكأنّ الكاتب لم يذكر إحدى الجملتين في الطبعة الأُولى ، وبذلك أسقط كتابه عن أيَّة قيمة علمية.
فلو كان هذا هو الميزان في ضبط الحقائق لثبت أنّ كثيراً من فضائل آل البيت عليهمالسلام لعبت بها يد التحريف الجانية وما بقي ليس إلاّ فلتات التاريخ.
لم تزل الشيعة عن بكرة أبيهم يستدلون على إمامة علي عليهالسلام وقيادته وزعامته بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله سبحانه : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ). ١
استدلت الشيعة بهذه الآية على أنّ عليّاً عليهالسلام وليّ المسلمين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قائلين بأنّ الآية تعد الولي ـ بعد الله ورسوله ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة في حال الركوع ، وقد تضافرت الروايات بأنّ عليّاً عليهالسلام تصدّق بخاتمه وهو راكع فنزلت الآية في حقّه.
أخرج الحفاظ وأئمّة الحديث عن أنس بن مالك وغيره أنّ سائلاً أتى المسجد وعليٌّ عليهالسلام راكعٌ فأشار بيده للسائل ، أي اخلع الخاتم من يدي. قال رسول الله : يا عمر وجبت. قال : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ما وجبت ؟! قال : وجبت له الجنّة ، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه الله من كلِّ ذنب ومن كلِّ خطيئة. قال : فما خرج أحدٌ من المسجد حتّى نزل جبرئيل بقوله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا
__________________
١. المائدة : ٥٥ ـ ٥٦.