الخارج ، وبما أنّ المراد هو إذهاب الرجس وإثبات التطهير وتجهيزهم بالأسباب والمعدّات المنتهية إلى العصمة ، فلا يصح أن يراد من أهل البيت أزواج النبي ، إذ لم يدّع أحد من المسلمين كونهن معصومات من الذنب ومطهرات من الزلل. فلا مناص عن تطبيقه على جماعة خاصة من المنتمين إلى البيت النبوي الذين تحقّق فيهم تعلّقهم بالأسباب والمقتضيات التي تنتهي بصاحبها إلى العصمة ولا ينطبق هذا إلاّ على الإمام علي وزوجته والحسنين عليهمالسلام ، لأنّ غيرهم مجمع على عدم اتصافهم بهذه الأسباب.
القرينة الرابعة انّ الآيات المربوطة بأزواج النبي تبتدئ من الآية ٢٨ وتنتهي بالآية ٣٤ ، وهي تخاطبهن تارة بلفظ « الأزواج » ومرتين بلفظ « نساء النبي » الصريحين في زوجاته ، فما هو الوجه في العدول عنهما إلى لفظ « أهل البيت » فإنّ العدول قرينة على أنّ المخاطب به غير المخاطب بهما.
قد وقفت على المراد من أهل البيت في الآية المباركة من خلال دراسة مفردات الآية وجملها وهدفها.
وهناك طريق آخر للتعرّف عليهم ، وهو
دراسة الأحاديث الواردة في كلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّها
تكشف عن وجه الحقيقة ، فنقول : إنّ للنبي الأكرم عناية وافرة بتعريف أهل البيت لم ير مثلها إلاّ في أقلِّ الموارد ، حيث قام بتعريفهم بطرق
مختلفة سيوافيك بيانها ، كما أنّ للمحدّثين والمفسرين وأهل السير والتاريخ عناية كاملة بتعريف أهل بيت نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم في
مواضع مختلفة حسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة ، كما أنّ للشعراء الإسلاميين المخلصين في طوال قرون ، عناية بارزة