مدى تقصير القوم ـ الذهبيّ وأساتذته ـ في غابر القرون ١ عن الرجوع إليهم ، والإشادة بذكرهم والاستضاءة بأنوارهم.
على أنّنا نختار من المأثورات الكثيرة عنهم في مجال التفسير ما يدور على أحد المحاور الثلاثة : إمّا أن يكون تفسيراً للآية بأُختها ، أو تفسيراً لغويّاً وبيانيّاً ، أو استدلالاً بالآية على مبدأ اعتقاديّ ، وإن كانت ألوان التفسير في رواياتهم متشعّبة.
كان عليهالسلام يستخرج محاسن المعاني عن الآيات ممّا يبهر العيون ويحيّر العقول قال صلوات الله عليه بعد رحلة الرسول :
١. « كان في الأرض أمانان من عذاب الله ، وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسّكوا به ، أمّا الأمان الذي رفع فهو رسول الله ، وأمّا الأمان الباقي فهو الاستغفار ، قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ». ٢
٢. ومن محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط قضاؤه في أقلّ الحملِ ، وفهمه من كتاب الله سبحانه ما يلي :
« أخرج الحافظان أبو حاتم والبيهقيّ عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي : أنّ عمر بن الخطاب رفعت إليه امرأة ولدت لستّة أشهر فهمّ برجمها. فبلغ ذلك
__________________
١. كالحافظ شمس الدين الداوديّ في طبقات المفسّرين ، وعادل نويهض في معجم المفسّرين ، وأخيراً الذهبيّ في التفسير والمفسّرون.
٢. نهج البلاغة : قسم الحكم ، الحكمة رقم ٨٨.