الأعناق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ثلاث مرّات ، وشاهد الآيات البيّنات ، والمعجزات الباهرات».
فالأولى : إثباته نسب العلوي أبي يعلى المدفون في الحلّة (المدحتيّة)(١) ، وتشرّفه بلقاء الإمام (عجل الله فرجه الشريف).
والثانية : يرويها الميرزا النوري في جنّة المأوى(٢) ، يقول : «حدّثني بعض الصلحاء الأبرار من أهل الحلّة قال : خرجت غدوة من داري قاصداً داركم لأجل زيارة السيّد أعلى الله مقامه ، فصار ممرّي في الطريق على المقام المعروف بقبر السيّد محمّد ذي الدمعة ، فرأيت على شبّاكه الخارج إلى الطريق شخصاً بهيَّ المنظر يقرأ فاتحة الكتاب ، فتأمّلته فإذا هو غريب الشكل ، وليس من أهل الحلّة ، فقلت في نفسي : هذا رجل غريب قد اعتنى بصاحب هذا المرقد ، ووقف وقرأ له فاتحة الكتاب ، ونحن أهل البلد نمرّ ولا نفعل ذلك ، فوقفت وقرأت الفاتحة والتوحيد ، فلمّا فرغت سلّمت عليه ، فردّ السلام ، وقال لي : يا علي أنت ذاهب لزيارة السيّد مهدي؟ قلت : نعم ، قال : فإنّي معك ، فلمّا صرنا ببعض الطريق قال لي : يا علي لا تحزن على ما أصابك من الخسران وذهاب المال في هذه السنة ، فإنّك رجل امتحنك الله بالمال فوجدك مؤدّياً للحقّ وقد قضيت ما فرض الله عليك ، وأمّا المال فإنّه عرض زائل يجي ويذهب ، وكان قد أصابني خسران في تلك السنة لم يطّلع
__________________
(١) ينظر : كتاب الصفوة المثلى.
(٢) جنّة المأوى : ١١٥.