ضلّت الحيل ، وانقطع الأمل ، وهوت الأفئدة كاظمةً ، وخشعت الأصوات مهينمةً ، وألجم العرق ، وعظم الشفق ، وأرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي إلى فصل الخطاب ، ومقايضة الجزاء ، ونكال العقاب ، ونوال الثواب ...»(١).
٣ ـ التناص في مطالع الخطب :
لأنّ هذه الدراسة ركّزت على ثلاث خطب هي الخطبة اليونسية ، وخطبة عيد الفطر ، والخطبة العنكبوتية ، فلا بدّ من إيراد مطالع هذه الخطب لدراسة تناصّها مع نهج البلاغة.
أ ـ مطلع الخُطبة اليونسية :
«بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي كبس الأرض على الماء العجّاج ، وحمل الماء على متون الهواء المتّسع السبل والفجاج ، وسمك الهواء بالسماء ذات النور المتوقّد الوهّاج ، وعلّق في سطوح تلك القباب مصابيح الإضاءة وذبالات الإسراج ، وهداكم بها في ظلمات البر والبحر لعلكم تهتدون ...»(٢).
ب ـ مطلع خطبة عيد الفطر :
«بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي له الملك المتأبّد خلوده ،
__________________
(١) نهج البلاغة ١/١٥٢ ـ ١٥٥ ، وتَتَناصُّ كذلك مع خُطْبة قصيرة له في ذمِّ الدّنيا : ج١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٢) المخطوط : ١.