وسنورد مطالع بعض الخطب التي يتناصّ معها ما ورد سابقاً ، والتناص فيها يكمن في براعة الاستهلال :
أ ـ الخطبة التي يذكر فيها عليهالسلام ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم ؛ يقول : «الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصي نعماءه العادون ولا يؤدِّي حقّه المجتهدون ، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن ، الذي ليس لصفته حدّ محدود ولا نعْت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممْدود ، فطر الخلائق بقدرته ونشر الرياح برحمته ووتد بالصخور ميدان أرضه ...»(١).
ب ـ مطلع الخطبة الغرّاء : «الحمد لله الذي علا بحوله ، ودنا بطوله ، مانح كلّ غنيمة وفضل ، وكاشف كلّ عظيمة وأزْل ، أحمده على عواطف كرمه ، وسوابغ نعمه ، وأومن به أولاً بادياً ، وأستهديه قريباً هادياً ، وأستعينه قاهراً قادراً ، وأتوكّل عليه كافياً ناصراً ...»(٢).
ج ـ مطلع خطبة له عليهالسلام يقول فيها : «الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النواظر ، ولا تحجبه السواتر ، الدالّ على قدمه
__________________
(١) نهج البلاغة ١/٥٥.
(٢) نهج البلاغة : ١/١٥٢.