بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده ، وباشْتباههم على أن لا شبه له ، الذي صدق في ميعاده ، وارتفع عن ظلم عباده ، وقام بالقسط في خلقه ، وعدل عليهم في حكمه ، مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليْه من الفناء على دوامه ، واحد لا بعدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد ، تتلقاه الأذهان لا بمشاعرة ، وتشهد له المرائي لا بمحاضرة ، لم تحط به الأوهام ، بل تجلى لها بها ، وبها امتنع منها ، وإليها حاكمها ، ليس بذي كبر امتدّت به النهايات فكبّرته تجسيماً ، ولا بذي عِظَم تناهت به الغايات فعظّمته تجسيداً ، بل كبر شأناً وعظم سلطاناً ...»(١).
وتكثر مطالع الخطب في نهج البلاغة التي يتناصّ معها الشيخ أحمد بن عبد السلام في خطبه ، ويمكن الرجوع إليها في نهج البلاغة(٢).
٤ ـ التناص في الألفاظ :
لعلّ الكلام على التناص في الموضوعات والتراكيب ومطالع الخطب يحتاج إلى بحوث متخصّصة ، ولكنّ الحديث عن التناصّ في الألفاظ قد يحتاج إلى إعداد معجم للمصطلحات ، ويحتاج إلى مجلّدات لحصر هذا النوع
__________________
(١) نهج البلاغة ٢/٣٢٧ ـ ٣٢٨.
(٢) انظر مثَلاً : الخطبة الّتي يذكر فيها بديع خِلقَة الخفَّاش ٢/٢٧٤ ، خُطْبَة لَه غير معنوَنة ٢/٢٧٠ ، خُطْبَة أخرى ٢/٣٤١.