تَجولُ بِها كواشِرُها |
|
فتنفُثُها أفاعِيها(١) |
يتناصّ في ألفاظه مع كتاب الإمام عليهالسلام إلى سلمان الفارسي قبل أيّام خلافته ؛ إذ يقول : «أمّا بعد فإنّما مثل الدنيا مثل الحيّة ليّن مسُّها قاتل سمها فأعرض عمّا يعجبك فيها لقلّة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها وتصرف حالاتها وكن آنس ما تكون بها أحذَرَ ما تكون منها فإنّ صاحبها كلّما اطمأنّ فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى مجذور»(٢).
وسيُكتفى بهذين المثالين للتناصّ مع ألفاظ نهج البلاغة.
خامساً : انفراده بالجديد في تناصِّه مع النهج :
السؤال المطروح هنا : هل ينفرد الشيخ أحمد بن عبد السلام بجديد في تناصه مع نهج البلاغة؟ والجواب عن هذا السؤال يمكن أن يرى في تضاعيف هذا البحث ؛ إذ إنّ التناصّ في خطب الشيخ لم يخرج عن موضوعات التناص في كثير من النصوص(٣) ، ولكنّ الشيخ أحمد يبدو واعياً(٤) إلى هذا التناص وخاصة في اختياره موضوعاته وألفاظه وكيفية تعامله
__________________
(١) المخطوط: ٩ ـ ١٠.
(٢) نهج البلاغة ٣/٥٢٧.
(٣) انظر مثلاً : المقامات : البنية والنَّسَقُ الثّقافيّ ، (مقامات الحريري) نموذجاً : ٢٢٦٤ ـ ٢٨٨.
(٤) التّناصّ في النّقد العربيّ القديم : ٦٤.