المصنّفات العديدة ، المطوّلة والمختصرة والمتوسّطة ، حتّى صحّ القول إنّه بلغ من الاهتمام والعظمة ما لم يبلغه كتاب غير القرآن الكريم.
وقد توالت الشروح على هذا السِفر العظيم منذ عهد قريب من عصر السيّد الرضي وصولاً إلى عصرنا الحالي ، ومن هذه الشروح شرح السيّد علي بن الناصر المعاصر للرضي ، وأسماه أعلام نهج البلاغة ، ولعلّه من أوائل الشروح إنْ لم يكن الأوّل على الإطلاق ، وشرح قطب الدين الراوندي المعروف باسم منهاج البراعة ، وأبو حامد عزّ الدين عبد الحميد المعروف بابن أبي الحديد المعتزلي ، وغيرها الكثير من الشروح المتتالية التي وجد أصحابها في نهج البلاغة ميداناً خصباً للدراسة والبحث.
ومن هذه الشروح الكثيرة شروح كمال الدين ، ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، إذْ صنّف ثلاثة شروح ؛ كبير ومتوسّط وصغير ، فتلقّاها العلماء بالثناء الجزيل ، والإقبال الكبير عليها ، إذْ كانت مظهراً لبراعة مصنّفه ، وتبحّره في مختلف العلوم ، لا سيّما شرحه الكبير المسمّى في بعض الكتب مصباح السالكين(١) ، فكلّ مَن اطّلع عليه «شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية والحكمية والأسرار العرفانية»(٢) ، فلم يكن مجرّد تبيان ألفاظ ، أو وصف عبارات ، وإنّما هو تحقيقٌ تاريخي ، وبحثٌ لغوي ، وبيانٌ بلاغي ،
__________________
(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٤/١٤٩.
(٢) السلافة البهية في الترجمة الميثمية ، طبعت هذه الرسالة ضمن كتاب :
الكشكول للبحراني ١/٤٣.