وتكمن أهمّية القراءة والسماع لدى العلماء نظراً لعدّة اعتبارات يرون لها أهمّية تستشف من خلال هذا النمط من التقييدات على الكتب ، وهي كما يرى الدكتور المنجد كما يلي :
«أوّلاً : أنموذج من أنموذجات التثبّت العلمي الذي كان يتّبعه العلماء.
ثانياً : وثائق صحيحة تدلّ على ثقافات العلماء الماضين وما قرأوه وما سمعوه من كتب.
ثالثاً : أنّها مصدر للتراجم الإسلامية ، فهي تتضمّن أسماء علماء كثيرين لا نجد لهم ترجمة أو ذكر في كتب التراجم.
رابعاً : وسيلة لمعرفة مراكز العلم في البلاد الإسلامية وحركة تنقّل الأفراد في البلدان المختلفة نحوها.
خامساً : أنّها دليل على صحّة الكتاب وقدمه وتاريخه وضبطه»(١).
بقي أن نشير إلى أنّ كثير من (السماعيّات) للكتب يتبعها إجازة روائية من الشيخ الذي تمّت القراءة والسماع على يديه ، ولذا كثيراً ما تسمّى بـ : الإجازات السماع ، للارتباط الوثيق بينهما.
وفي التراث الأحسائي المخطوط نماذج مختلفة من هذه القراءات والسماعات التي كتبها أو حصل عليها علماء أحسائيون في طيّات المخطوطات التي قرءها عليها تلاميذهم أو سمعوها من أساتذتهم ، نكتفي بذكر بعض النماذج لتوضيح الفكرة :
__________________
(١) المصدر السابق : ٢٣٩.