النقد التفسيري ، أنّ ذلك جاء منهم حذراً من اصطدام المعرفة القرآنية مع الآراء الجديدة ، فأسمع به ناقداً بعد مقولة رشيد رضا : «إنّ أهل الصين يدّعون أباً آخر غير آدم عليهالسلام » حيث يقول : «ومن العجيب أن تنبذ المعلومات الإسلامية من القرآن الكريم والحديث المتواتر والإجماع ظهرياً لأجل زعم أهل الصين أو حذراً من الآراء الجديدة كتسلسل الأنواع والتولّد الذاتي كما أحدثه داروين»(١) ..
مناقشة وتعقيب :
لقد تمادت المعالجات التفسيرية في المنار في السير وراء بعض الإنجازات العلمية الغربية آنئذ ، ففي أخريات القرن التاسع عشر الميلادي كانت هناك مدرستان : أحداهما في العراق هي مدرسة الشيخ البلاغي والأخرى في مصر هي مدرسة محمّد عبده ومن بعده تلميذه محمّد رشيد رضا لكنّما الأخيرة انتهت في صيرورتها إلى القطب الإصلاحي العظيم السيّد جمال الدين الحسيني المعروف بـ : (الأفغاني) وهو إمامي خرّيج مدرسة النجف(٢).
إنّ محمّد رشيد رضا لم يكن وفيّاً في امتداده المعرفي لـ : (عبده) ومن قبل للسيّد الأفغاني. وما نتج عن (عبده) قد يكون أمراً نافعاً لمعرفة كثير من
__________________
(١) آلاء الرحمن ٢ / ٥ ، تفسير المنار ٤ / ٣٢٣.
(٢) مجموعة مقالات المؤتمر العالمي لتكريم البلاغي ١ / ٣٤٨.