د ـ فسّر الآية الشريفة من قوله تعالى : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا مَعَهُ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِيْنَ) بروايات صحيحة وقال : «فظهر بهذه الأخبار أنّ الآية نزلت في استغفار المسلمين لأقاربهم المشركين» ، وقد أضاف إلى ذلك :
أوّلا : أنّ السورة كلّها مدنية ، نزلت بعد تبوك ، وبينها وبين موت أبي طالب رضياللهعنه نحواً من اثنتي عشرة سنة.
ثانياً : يذكر رواية الإمام علي عليهالسلام في شأن نزول هذه الآية مع ذكر الشواهد الصحيحة عليها ويعتقد أنّها دليل على أنّ الآية لا تشمل أبي طالب.
ثالثاً : إنّ عمّ إبراهيم عليهالسلام (آذر) كان يتّخذ أصناماً آلهة ... ولم ينقل عن أبي طالب رضياللهعنه بطريق صحيح أنّه اتّخذ صنماً إلهاً ، أو عبد حجراً ، أو نهى النبي(صلى الله عليه وآله)يوماً عن عبادة ربّه ، غايته أن يكون ترك النطق بالشهادتين (لفظهما) ، أو ترك بعض الواجبات ، ومع ذلك قلبه مشحون بتصديق النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ قال : «ومثل هذا ناج في الآخرة على مقتضى ديننا ، فلا يليق بالحكمة ، ولا بمحاسن الشريعة الغرّاء ، ولا بقواعد الأئمّة من أهل الكلام ، أن يكون هو وآذر ـ عمّ إبراهيم عليهالسلام ـ في قرن. حاشا من كرم الله ، فإنّ أبا طالب رضياللهعنه : ربّاه صغيراً ، وآواه كبيراً ، ونصره ، وعزّزه ، ووقّره ، وذبّ عنه ، ومدحه بقصائد غرٍّ ، ووصّى باتّباعه ...».
وأخيراً وليس آخراً يبقى التساؤل قائماً من أنّ ما ذكره آية الله الشيخ بهجت قدسسره في درس خارج الفقه في أواخر حياته فيما يخصّ إيمان أبي طالب رضياللهعنه من أنّ أحد علماء أهل السنّة قد قام بتأليف رسالة في ذلك ، من أين جاء به الشيخ