الجندي بل يشارك ابن الجندي فيها غيرُهُ من أساتذة النجاشي أيضاً لأنّ من الواضح أنّ الشيوخ آنذاك كانوا يجيزون لتلامذتهم رواية الكتاب الفلاني فيدخل التلميذ بفضل هذه الإجازة في سلسلة رواة الكتاب أو الحديث؛ إذن كان من المتوقّع أن يستخدم الشيخ النجاشي هذه العبارة أو ما يضاهيها في ترجمة كافّة شيوخه في حين لا نجد العبارة إلاّ في هذا الموضع. أضف إلى ذلك أنّه لو كان الأمر كذلك لأصبح معنى قول النجاشي هكذا : «شيخنا رحمهالله أجازنا رواية عدد من الكتب» وهو يشبه لغواً من القول لأنّ إجازة الحديث أو الكتاب من أبرز مهمّات المشايخ ولا سيّما في الفترة التي عاشها الشيخ النجاشي ومن ثمّ فلا يمنح القارئ قولُه «أجازنا ...» معرفةً زائدة للمترجم له.
وهناك رأي آخر للشيخ آقا بزرگ الطهراني حيث قال: «هو [= ابن الجندي]أوّل مشايخ النجاشي الذي ولد [سنة] (٣٧٢ ق)، وقال في ترجمته: (إنّه ألحقنا بالشيوخ في زمان) فيظهر أنّه أجاز النجاشي قبل بلوغه ثمانية عشر سنة»(١)، والملفت أنّه رحمهالله قال في موضع آخر: « ... فيكون للنجاشي وقت وفاة شيخه ثلاثون سنة ونيّفاً (كذا) فتكون وفاة شيخه أوائل المائة الخامسة وقبل (٤٠٨ [ق]) التي ورد الطوسي فيها على العراق ...»(٢) فيبدو أنّه رحمهالله لم تكن بباله عند كتابة هذا الموضع سنة وفاة ابن الجندي بالتحديد في حين أنّه نفسه قد أرّخ وفاته نقلاً عن
__________________
(١) الذريعة ١٠ / ٨٤؛ وانظر أيضاً ٢ / ٤٤٩؛ طبقات أعلام الشيعه ١ / ٥٢.
(٢) طبقات أعلام الشيعة ٢ / ٥٢.