الخطيب في سنة (٣٩٠ ق) مواضع أخرى(١).
وفي الحقيقة إنّ قول شيخنا يكتنفه شيءٌ من الضبابية ولم يتّضح لي بالتحديد ما يقصده من وراء قوله؛ نعم، لا نستغرب أن يكون ابن الجندي من طلائع الذين تتلمذ عليهم النجاشي نظراً إلى تاريخ مولده ووفاته وكونه أقدم طبقة ـ إلى حدٍّ ما ـ من كثير من مشايخه الآخرين ولكن هل أنّ ابن الجندي هو أوّل من أخذ عنه النجاشي؟
يبدو أنّه لا نستطيع الجزم بذلك، وليس هناك ثمرة من ذلك فيما نحن بصدده، ولعلّ الأرجح أن يكون والد النجاشي ـ وهو الشيخ علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي ـ هو أوّل من أخذ عنه ابنه لاسيّما وأنّ والد النجاشي كان من وجوه الطائفة ومشايخ الإجازة على حسب المعلومات المتوفّرة لدينا عنه ومن الطبيعي أن يأخذ على عاتقه مهمّة تعليم ابنه وإدخاله في سلسلة إجازات الكتب والروايات كما نجد ذلك فعلاً حيث روى عنه ابنه عدداً من الكتب الحديثية(٢).
ومهما يكن موقفنا من أوّل من أخذ عنه النجاشي فيبدو أنّ قوله: «ألحقنا بالشيوخ في زمانه» يشير إلى حقيقة أخرى نوضّحها من خلال النقاط التالية:
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة ١ / ٥٢؛ الذريعة ١٠ / ٨٤.
وإن كانت السنة التي ذكرها الخطيب سنة ٣٩٦ ق لا ٣٩٠ ق. ومن ثمّ فالصحيح أنّ الشيخ النجاشي كان له وقت وفاة أستاذه ٢٤ سنة لا ٣٠ كما قال شيخنا الطهراني.
(٢) رجال النجاشي: ٣٩٢، رقم ١٠٤٩: حدّث ولدَه بجميع كتب أستاذه الشيخ الصدوق، ص ٣٠٠ رقم ٨١٧: أخبر ولده بكتب عثمان بن عيسى الرؤاسي؛ وانظر أيضاً ص ٣٣٢ وص ٢٥٦.